اهلا بكم في جمعية البر
اهلا بكم في جمعية البر
سيذهب تبرعك تلقائياً للحالات الأشد احتياجاً
نحتفي السبت المقبل ٢٣ سبتمبر بذكرى اليوم الوطني الـ93 لبلادنا، وهي ذكرى نعانق من خلالها الأمجاد، مستحضرين ملاحم التوحيد التي كتبها الملك عبد العزيز، يرحمه الله، ورجاله الأشاوس المخلصون ممن ساندوه في صناعة تاريخنا المجيد.
ومن وحي شعار هذا اليوم العظيم: "نحلم ونحقق"، نستلهم القيم المثلى والأهداف النبيلة لرؤية بلادنا التنموية 2030 التي تستهدف صناعة الإنسان وبناء قدراته، وفق مفاهيم تنموية معاصرة وحلول ابتكارية، تساهم في تحقيق جودة الحياة والارتقاء بالأنماط المعيشية، للأجيال الحالية والقادمة انطلاقًا من مرتكزات الرؤية ومحاورها القائمة على حيوية المجتمع وطموح الوطن وازدهار اقتصاده.
ولأنّ استراتيجية المشهد الرياضي في بلادنا تُعنى بتطوير البيئة الرياضية من خلال خلق وعي رياضي بأهمية زيادة الممارسات الرياضية والأنشطة البدنية، وتنمية قدرات الشباب والشابات لخلق رياضة تنافسية عالية المستوى تعزّز الحضور السعودي العالمي، مع تطوير المنشآت والمرافق الرياضية وتعزيز الاستدامة المالية للقطاع.
لذا لم نستغرب أن يشكل هذا المشهد واحدة من الزوايا المشرقة لمستهدفات رؤية 2030 التي عنيت بإعادة هيكلة القطاع الرياضي وتطويره بما يحقق التميز الإقليمي والعالمي له.
لقد انطلقت المبادرات التطويرية للمنظومة الرياضية بإشراف وزارة الرياضة، بدءًا بدعم وتطوير الاتحادات الرياضية، ورياضيي النخبة، بما يضمن تميُّز الرياضة السعودية في مختلف المحافل الرياضية.
وبالتوازي مع ذلك أضحت المملكة وجهة لمختلف الرياضيين من خلال استضافتها العديد من المسابقات القارية والعالمية التي تعزّز مكانة بلادنا دوليًّا، وتسهم في تنمية قطاع الاستثمار الرياضي، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر: سباق رالي داكار، وسباق الفورمولا 1، واكستريم 2020، ونهائي السوبر الإسباني والإيطالي، وقريبًا نهائي كأس العالم للأندية في جدة.
هذه الحراكات الرياضية تستهدف إعادة ترتيب البيت الرياضي وتحويل الرياضة السعودية إلى صناعة واستثمار في سوق واعدة، من خلال تطوير المشاريع النوعية الاستثنائية، واحتضان الأفكار الابتكارية في هذا القطاع، بما يسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي، باعتبار الرياضة من أبرز روافد الدخل القومي، خاصة مع نجاح مساعي الأندية لضم لاعبين بارزين من فئة A ؛ مثل كريستيانو رونالدو، وكريم بنزيما، ونيمار، ورياض محرز، وغيرهم من اللاعبين العالميين الذين يسهم حضورهم في رفع القيمة المالية للدوري السعودي وارتفاع مستواه، وزيادة شعبية الأندية ومداخيلها المالية، كما سيكون هؤلاء اللاعبون العالميون خير سفراء للمملكة يساهمون في نقل صورتها الحضارية الناصعة للعالم أجمع، بما يدعم سعي بلادنا إلى استضافة كأس العالم، إضافة الى أدوارهم المؤثرة في إحداث طفرة على المستوى الفني للكرة السعودية عبر رفع مستوى اللاعبين السعوديين.
وفي ظل هذه المعطيات التحولية البارزة في قطاعنا الرياضي، فإننا نتساءل:
- من كان يحلم قبل عقد أو عقدين من الزمن أن نرى هذه الكوكبة من اللاعبين العالميين بين ظهرانينا؟
- من كان يحلم أن يسطع نجم الكرة السعودية لتسجّل واحدة من كبرى المفاجآت في تاريخ نهائيات كأس العالم بفوزها التاريخي على الأرجنتين ضمن منافسات المجموعة الثالثة بمونديال قطر العام الماضي؟
- من كان يحلم أن يستحوذ صندوقُ الاستثمارات على نادي نيوكاسيل يونايتد الإنجليزي وهو أحد أعرق الأندية العالمية؟
- من كان يحلم أن تصبح رياضتنا يومًا أحد أبرز مصادر الدخل، وأن تشكل قيمة مضافة لجهود الدولة في تعزيز مكانتها في المجتمع الدولي؟
- من كان يحلم أن تكون الرياضة داعمًا للقطاعات الأخرى كالقطاع السياحي، وأن تساهم معها في صياغة المفاهيم المعاصرة لأنشطتها وبرامجها؟
- من كان يحلم أن يصبح دوري روشن السعودي وجهة مستهدفة لأفضل لاعبي العالم في كرة القدم؟
حقًّا، لم يكن بوسعنا أن نفكر لحظة -مجرد تفكير- في تلك الأحلام.
ولكننا مع انطلاق الرؤية التنموية ٢٠٣٠ بتنا نطرح كل يوم سؤالنا الذي يداعب مخيلتنا: هل نحلم؟ ونجيب عنه بثقة: نعم نحلم..
بعد أن تحقّق الكثير من أحلامنا الاستثنائية، على أكثر من صعيد؛ ومنها المشهد الرياضي الذي شهد نقلات نوعية شعارها "النزاهة والاستثمار وصناعة الأبطال"، محققًا العديد من المكتسبات التي تَعُدُّ خُطاها نحو التميز المحلي والعالمي.. والتي تُبرز بسحرها الزوايا المشرقة لمشروع بلادنا التنموي، باعتبار الرياضة إحدى القوى الفاعلة على ساحة التأثير في استراتيجية بناء الصورة الذهنية للدول، وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية، بعد أن أضحت المنافسات الرياضية الكبرى أحداثًا جامعة، لها وقعُ السحرِ في قوة تأثيرها الذهنية لدى مختلف الشعوب، عبر ما تلعبه من أدوار محورية في ترسيخ الارتباط الثقافي بينها، وتعميق جذور التأثر والتأثير، وتحقيق التكامل الاقتصادي، وإرساء دعائم السلام والاستقرار ونشر ثقافة التعايش وتقبُّل الآخر وتقوية التلاحم المجتمعي.
نعم.. نحلم.. وقد تحقّقت الكثير من أحلامنا.. وما زال أمامنا أطيافٌ من الأحلام التي نتطلّع إلى تحقيقها على أرض الواقع، في ظلّ رؤية تنموية مُلهمة حددت معالم طريق المستقبل المزدهر لبلادنا، وحفزتنا على استنهاض تلكم الأحلام؛ لأنها ستصبح -لا محالة- حقيقة على أرض الواقع.
وفي ذكرى اليوم الوطني نقول: كل عام ووطني الحبيب وقيادته الحكيمة وشعبه النبيل بخير وسؤدد ومحبة وسلام.
* مدير إدارة الاستدامة المالية بجمعية البر بجدة